تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه تعرضت الأمة الإسلامية في مطلع تاريخها إلى انحراف كبير تمثل في تحول نظام الخلافة من الشورى إلى القوة والوراثة وإلغاء دور الأمة في المشاركة السياسية، مما فتح الباب أمام الصراع المسلح على السلطة.وبدلا من ان تتقدم الأمة التي حملت راية التوحيد إلى الأمام وتنشر رسالة الحق والعدل والسلام في ربوع الأرض..وقعت في مسلسلات لا تنتهي من الفتن والحروب الداخلية، أدت إلى تمزقها وسقوطها تحت مخالب الأنظمة الاستبدادية الظالمة، وفقدانها لحريتها وكرامتها وعزها واستقلالها.وفي مطلع التاريخ كان هناك خيرة من الصحابة والتابعين يقاومون الانحراف السياسي والاستبداد ويدعون إلى الإصلاح والعودة إلى نظام الشورى .. وكان على رأس هؤلاء أهل بيت رسول الله(ص) الذين كانوا أزهد الناس في الدنيا ولم يكونوا يطمعون في السلطة ولا يطمحون إلى تقليد الحكام المنحرفين في إقامة نظام وراثي مشابه لهم، بل كانوا يدعون إلى إعادة السلطة إلى الأمة واحترام كلمتها وارادتها.وهكذا كان الشيعة في القرون الأولى ثوارا يحملون راية الشورى ومقاومة الاستبداد والطغيان .. ولكن مبادئ التشيع تعرضت للتشويه والانحراف بفعل التيارات الدخيلة والمستحدثة التي طمرت رسالة أهل البيت وغيَبتها عن أذهان العامة ، مما أدى إلى مرور الشيعة في عصور من الحيرة والجمود والعزلة والخروج من مسرح التاريخ.ولكن الشيعة - والحمد لله -سرعان ما عادوا لأداء أدوارهم التاريخية في حمل رسالة أهل البيت ومشاركة بقية المسلمين في مقاومة الاستبداد والانحراف السياسي التاريخي وإرساء قواعد الشورى وبناء مستقبل جديد.دار الشورى |
Sunday, 4 July 2010
كتاب: تطور الفكر السياسي الشيعي.. من الشورى الى ولاية الفقيه
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment